اعترفت
الجمعية العامة للأمم المتحدة بالإجماع بالحسن وتارا رئيسا شرعيا لساحل
العاج، فيما ندد مجلس حقوق الإنسان التابع للمنظمة الدولية "بشدة"
بانتهاكات حقوق الإنسان في تلك البلاد، وقالت المفوضة العليا لحقوق الإنسان
إن قتلى العنف الذي تلا الانتخابات الرئاسية ناهز المائتين.
واعترفت الجمعية العامة -التي تضم 192
دولة- رسميا أمس الخميس بوتارا بأن قررت بالإجماع الاعتراف بقائمة
الدبلوماسيين التي قدمها إلى الأمم المتحدة باعتبارهم الممثلين الرسميين
الوحيدين لساحل العاج في المنظمة الدولية.
وقال دبلوماسيون أمميون إن من شأن هذه
الخطوة أن تدعم وتارا كزعيم شرعي لساحل العاج، وأن تعمق عزلة الرئيس
المنتهية ولايته لوران غباغبو الذي يواجه ضغوطا متزايدة لدفعه إلى التنحي
لصالح وتارا الذي فاز بانتخابات الرئاسة نهاية نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.
ونقلت وكالة رويترز عن دبلوماسيين غربيين
بأن السفير العاجي السابق لدى الأمم المتحدة غادر نيويورك بالفعل وكذلك
جميع مساعديه بعدما أخذوا معهم الأقراص الصلبة لأجهزة الحاسوب من
البعثة العاجية.
تنديد حقوقيمن جهة ثانية ندد مجلس حقوق الإنسان
التابع للأمم المتحدة أمس الخميس "بشدة" بما قال إنه انتهاكات خطيرة في
ساحل العاج، من بينها عمليات الاختطاف والإعدامات السريعة وأعمال العنف
الجنسي، وطالب الحكومة بالتحقيق في هذه الانتهاكات وتقديم مرتكبيها إلى
العدالة.
ودعا المجلس -في جلسة عقدت بطلب من دول
أفريقيا وأوروبا والولايات المتحدة لمناقشة أوضاع حقوق الإنسان في ساحل
العاج- كل الأطراف المعنية إلى وضع حد فوري للانتهاكات، "والاحترام الكامل
لكل حقوق الإنسان والحريات الأساسية".
وكانت نائب المفوضة العليا لحقوق الإنسان
كيونغ واكانغ قالت في الجلسة إن 173 شخصاً قتلوا ونحو 500 آخرين اعتقلوا في
أعمال العنف التي تلت الانتخابات الرئاسية.
وأضافت أن هذه الأوضاع في البلاد تزداد
سوءاً، وأن غرفة عمليات الأمم المتحدة فيها تتلقى 300 اتصال يومي عن
انتهاكات مزعومة لحقوق الإنسان هناك.
بدورها قالت مندوبة الولايات المتحدة في
المجلس بيتي كينغ إن لديها تقارير ذات مصداقية عن مقتل 200 شخص حتى الآن
وتعرض العشرات للتعذيب والمعاملة السيئة، إضافة إلى اعتقال المئات بشكل
عشوائي
ضغوط ماليةوعلى الصعيد ذاته أعلن البنك المركزي
للاتحاد الاقتصادي والنقدي لغرب أفريقيا في بيان أذاعه راديو بومبولون في
غينيا بيساو أمس الخميس وقف تعاملاته المالية مع غباغبو، مشيراً إلى أنه
بات يعترف الآن بمنافسه وتارا رئيسا للبلاد.
وجاء في البيان الذي صدر بعد اجتماع سبعة
من وزراء البنك الثمانية مع استبعاد ساحل العاج في بيساو، أن الأعضاء الذين
تعينهم "الحكومة الشرعية" لساحل العاج هم فقط من بإمكانهم الحصول على
الأموال من البنك المركزي للمنطقة.
وكان رئيس البنك الدولي روبرت زوليك
قد أعلن الأربعاء من باريس تجميد قروض بقيمة 800 مليون دولار كانت ستقدم
لساحل العاج، وأنه تحدث إلى رئيس مالي أمادو توماني توري عن إقناع "إيكواس"
أيضا بتجميد القروض لساحل العاج.
فهم قاصرعلى صعيد آخر قال ممثل الأمين العام للأمم
المتحدة في ساحل العاج إن كلا طرفي الصراع يتهم القوات الأممية بالتقصير
في مهمتها أو التآمر ضده لمصلحة الطرف الآخر، مضيفا أن ذلك يعتبر قصورا في
فهمهم لمهمة قوات حفظ السلام في ساحل العاج.
وبينما لا يزال الجيش العاجي يوالي لوران غباغبو، يقول المتمردون في الشمال إنهم جاهزون للعمل مع حكومة وتارا.
وكان متحدث باسم الجيش العاجي قد صرح بأن
الجيش يقف بالكامل وراء غباغبو، بعدما ذكر مساعد كبير لمنافسه وتارا أن
الأمر قد يتطلب من زعماء العالم استخدام القوة